Logo

ثناء العلماء علي الكتاب

كتاب ((الكشف والبيان عن تفسير القرآن)) للإمام الثعلبي، له أهميةٌ عظيمة، وقيمة كبيرة، فهو يتبوأ مكانًا رفعيًا، ومنزلة عالية بين كتب التفاسير.
وسأحاول في هذا المبحث أن أكشف عن أهمية ((الكشف والبيان)) وأجلَّي المكانة المرموقة لهذا السَّفر المبارك، من خلال ذكر أقوال العلماء في الثناء عليه، وتعداد مزاياه وخصائصه، وبيان أثره على من جاء بعده، ومدى استفادتهم منه. والله المستعان، وعليه التُّكلان.
 
ثناء العلماء على هذا التفسير:
إنَّ ثناءَ العلماء على كتابٍ ما ومدحهم له، يُعدُّ دليلًا واضحًا ومعلمًا ظاهرًا على أهمية هذا الكتاب وقيمته العلمية.
لأنَّ أولئك الأعلام لم يكونوا يجاملون في ثنائهم ومدحهم، ولم يكونوا يجاوزون الحدَّ في ذلك الثناء. فهم إذا أثنوا على شيء، إنما يثنون عيه، ويمدحونه مدح العارف به، فيكون ثناؤهم ومدحهم مؤشرًا قويًا على قيمة ومكانة الممدوح.
ومن هذا القبيل الثناء الذي أثنى به الإمام أبو الحسن الواحدي التلميذ المشهور للإمام الثعلبي، على تفسير الكشف والبيان.
فقد لازم الواحدي شيخه، ودرس عليه تفسيره، وعكف على هذا التفسير، حتى إذا عرف هذا التفسير حق المعرفة، أثنى عليه ثناء العارف به فقال في معرض كلامه عن شيخه الثعلبي:
وله التفسير المُلقَّب بالكشف والبيان عن تفسير القرآن، الذي رُفعت به المطايا في السهل والأوعار، وسارت به الفلك في البحار، وهبت هبوب الريح في القطار:
وسَارَ مَسيرَ الشَّمسِ في كلَّ بلْدَةٍ وهَبَّ هُبوبَ الرَّيح ي البرَّ والبحرِ
وأصفقت عليه كافة الأمة على اختلاف نحلهم، وأقرُّوا له بالفضيلة في تصنيفه ما لم يسبق إلى مثله.
ويقول عبد الغافر الفارسي في ((السياق لتاريخ نيسابور)) وهو بلديُّ المؤلف، عن الثعلبي:
صاحب التصانيف الجليلة، من التفسير الحاوي أنواع الفرائد، من المعاني والإشارات، وكلمات أرباب الحقائق، ووجوه الإعراب والقراءات، ثم كتاب العرائس والقصص، وغير ذلك، مما لا يحتاج إلى ذكره لشهرته.
ويقول أبو العباس بن خلَّكان عن الثعلبي:
وصنَّف التفسير الكبير، الذي فاق غيره من التفاسير.
وهكذا دلت العبارات السابقة على ما لها التفسير من مكانة عالية عند العلماء