Logo

مؤلفاته

لقد خلَّف لنا الإمام الثعلبي تراثًا علميًا عظيمًا، تمثَّل في أكثر من خمسمائة جزء كما ذكر ذلك تلميذه الملازم له الواحدي.
وهذه المصنَّفات ما هي إلا نتاج العلم الغزير الذي يحمله أبو إسحاق الثعلبي، وهي دليل على أنَّ الإمام الثعلبي قرن العلم بالعمل، والقول بالفعل، فألَّف تلك المؤلفات العظيمة، التي نهل منها طلاب العلم، وأفاد الثعلبي بها الأمة.
وليس ذلك بغريب، على رجلٍ اجتهد في الطلب والتحصيل، فوصل الظلام بالضياء، والصباح بالمساء، بعزم أكيد، وجهد جهيد، حتى رحل الناس إليه من أقاصي البلاد فضلًا عن دانيها.
ولكنَّ هذا التراث العظيم، وهذه المؤلفات الضخمة، حُرمتْ منها الأمة الإسلامية، فلم يصل لنا منها إلا النَّزْر اليسير.
وغاية ما وصلتُ إلى معرفته من مؤلفات الثعلبي ما يلي:
1- قصص الأنبياء. المُسمَّى ((عرائس المجالس)).
وهو مطبوع كاملا، وقد طبع منه أجزاء مفردة لثلاث قصص مطولة ذكرت فيه، هي (قصة شمشون النبي عليه السلام، قصة يوسف عليه السلام، قصة موسى عليه السلام) وقد طبعت هذِه الأجزاء الثلاثة بالقاهرة سنة (1279 هـ) وسنة (1299 هـ) كلّ على حِدة.
وللكتاب كاملًا عدة نسخ خطية مذكورة في ((الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط)) 1/ 82، وذُكر فيه للكتاب أسم آخر وهو ((نفائس العرائس ونزهة العيون والمجالس)).
وقد ذكر فيه المصنف قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ويذكر قصص من له تعلق بهم، كهلاك النمرود بن كنعان، وقصة مؤمن آل فرعون، ونحو ذلك.
وهو مليء بالقصص الغريبة والإسرائيليات كما هي عادة الكتب المؤلفة في هذا الشأن إلا ما ندر وهذه القصص يرويها الثعلبي أحيانًا بإسناده. ويذكر أحيانًا أخرى الأقوال معزوَّةً إلى قائليها.
وينقل كثيرًا عن أهل السَّير والأخبار، أمثال محمد بن إسحاق، وغيره. وأحيانًا يعزو على سبيل الإجمال، فيقول: قالت العلماء بأخبار الماضين، وأمور الأمم السابقين.
ويصدَّر المؤلف كلَّ قصة يوردها بما جاء فيها من القرآن الكريم، فيذكر الآيات التي نزلت في ذلك النبي، أو غيره، أو في القصة التي يسوقها.
وقسَّم الثعلبي كتابه هذا إلى أبواب، وفصول، ومجالس.
والذين ترجموا للثعلبي أطبقوا جميعًا على نسبة هذا الكتاب له.
ومن له اطلاع ونظر في تفسير الثعلبي، ومعرفة بشيوخه، لا يشك في نسبة هذا الكتاب إليه.
2- نفائس العرائس ويواقيت التيجان في قصص القرآن.
ذكره بروكلمان ونسبه للثعلبي، وذكر له عدة نسخ خطيَّة.
وذكر أيضًا أن هذا الكتاب طُبع بالعربية بمصر، وبومباي، وكشمير تحت عوان ((عرائس التيجان)) سنة 1295 هـ، 1306هـ، وتُرجم إلى اللغة التركيَّة.
3-  قتلى القرآن العظيم الذين سمعوا القرآن وماتوا بسماعه.
وهو مخطوط، وله نسختان في ليدن، وأيا صوفيا.
وله ذكر في آخر "تاريخ جرجان" على أنَّه من مسموعات عبد القادر الرهاوي عن عبد الغني المقدسي، سنة 596 هـ.
4 - الدرَّة الفاخرة في الأمثال السائرة.
ذكره بروكلمان، وذكر له نسخة خطية في راغب باشا بتركيا (1079) وقال: لعله لأبي منصور الثعالبي وجاء في هامش كتاب بروكلمان ما نصُّه: لعله لحمزة بن الحسن الأصفهاني.
5 - الكامل في علوم القرآن.
ذكره الواحدي في مقدمة تفسيره ((البسيط)) وذكر أنه قرأه على شيخه
الثعلبي.
وهو ضمن كتبه المفقودة.
6 - ربيع المذكِّرين.
نسبه إليه عبد الغافر الفارسي، والسيوطي، والداودي، وغيرهم، وهو مفقود.
7 - الكشف والبيان عن تفسير القرآن.
وهو أجلُّ كتب الثعلبي. وهو هذا السِّفر العظيم، الذي بين أيدينا، وستأتي دراسة وافية شاملة عن هذا الكتاب، تعريفًا، وإثباتًا، ومنهجًا في الفصل الثاني من هذِه المقدمة إن شاء الله.